كتابة سيرة ذاتية ملفتة وناجحة هو في الغالب أمر أساسي عندما تفكر في بدء رحلة البحث عن وظيفة. ولمن لا يعلم، فإن كتابة سيرة ذاتية هي بمثابة تلخيص لتاريخك الأكاديمي والمهني بطريقة مفهومة لأي جهة تنوي التعامل معها للحصول على وظيفة أو للالتحاق بها بغرض الدراسة مثلاً. ويمكن القول بأن كتابة السيرة الذاتية هي مسألة إعداد مستند تسويقي، فالمنتج الذي تنوي التسويق له هو أنت! وبذلك عليك أن تسوق لمهاراتك وقدراتك ومؤهلاتك بحيث تكون المنتج الأفضل المعروض في سوق العمل، وفيما يلي سنشرح كيفية كتابة سيرة ذاتية ناجحة خطوة بخطوة، مع مراعاة تجنب الأخطاء الشائعة بين الناس.
اقرأ ايضا:
كيف تكتب رسالة طلب وظيفة باحتراف
كيف تتخطي مقابلة العمل بذكاء
كيفية توفير المال بدون عناء
ما هي المعلومات الضرورية عند كتابة سيرة ذاتية؟
بالتأكيد فإن مراحل كتابة سيرة ذاتية أمر نسبي، وليس هنالك طريقة يمكن القول أنها الأفضل، ولكن على الأقل هنالك أمور مجمع على كونها يجب أن تذكر عند اعداد سيرة ذاتية، وأمور أخرى يجب ألا تذكر، وفي دراسة إحصائية أجريت على عدد كبير من أرباب الأعمال وجد أن هذه النقاط هي أكثر النقاط التي ينظر إليها في السير الذاتية:
- 45% – الخبرات السابقة المتعلقة بالوظيفة
- 35% – المؤهلات والمهارات
- 25% – سهولة القراءة
- 16% – الإنجازات
- 14% – سلامة الإملاء واللغة
- 9% – المؤهل التعليمي (عند توظيف حديثي التخرج تكون هذه النسبة أكبر بكثير)
- 9% – الأمور غير الملموسة والمفهومة ضمنياً من سيرتك (الاعتماد على النفس، قابلية التطور، الطموح)
- 3% – وضوح الهدف الوظيفي
- 2% – وجود الكلمات المهمة بالنسبة للوظيفة المرشح إليها
- 1% – بيانات الاتصال، وسهولة الوصول
- 1% – الخبرات الشخصية
- 1% – مهارات الحاسوب
كيفية كتابة سيرة ذاتية
1. البيانات الشخصية:
عادةً ما تتضمن الاسم، العنوان، الديانة، الحالة الاجتماعية، تاريخ الميلاد (هناك من يعتبره غير ملزم، ولا يجب ذكره ما لم تسأل عنه)، رقم الهاتف، وعنوان البريد الالكتروني.
2. المؤهلات التعليمية:
عند كتابة سيرة ذاتية وفي هذا المقطع ركز على أرفع درجة أكاديمية حصلت عليها، مع ذكر المجال، والجامعة، والسنة. اذكر كذلك الدرجات التي تخرجت بها، إلا إذا كانت سيئة من الأفضل أن تتغاضى عن ذكرها!!
3. الخبرات الوظيفية:
وهنا تذكر خبراتك السابقة، مع ذكر الجهة التي عملت معها، والمنصب الذي شغلته، والفترة الزمنية، بالإضافة إلى المهام الموكلة إليك وقتها، وعند ذكر خبراتك الوظيفية السابقة يجب أخذ الآتي في الاعتبار:
عند اعداد سيرة ذاتية استخدم كلمات قوية للتعبير عن المهام التي أوكلت إليك ضمن الوظيفة، كالتطوير، والتخطيط، والتنظيم، والقيادة.
حتى العمل في دكان أو مطعم يعبر عن مهارة معينة قد تطلب في العمل، كمهارة العمل ضمن الفريق، أو التسويق، أو القدرة على تقديم خدمات ذات جودة عالية، أو التعامل مع الزبائن، لذلك لا تستهن بأي وظيفة قمت بها، خصوصاً تلك المتعلقة بالوظيفة التي ترغب بها.
ضمن الوظيفة اذكر المهام التي تخدم الوظيفة، ففي حالة العمل في مطعم لا يجب مثلاً أن تذكر تنظيف الطاولات كمهمة، إلا في حال كنت مقدماً لوظيفة مشابهة لها.
4. المهارات:
أهم ما يجب ذكره هنا هو اللغات (مع توضيح المستوى في كل منها)، التعامل مع الحاسوب (مع تحديد البرامج التي تجيدها)، قيادة السيارة (مع ذكر نوع الرخصة إذا كنت تملكها).
يفضل كذلك ذكر مهارات مرتبطة بالوظيفة التي تقدمت إليها. يمكنك استقاء المهارات المطلوبة من خلال الوصف الوظيفي المذكور في إعلان الوظيفة.
5. الاهتمامات:
اجعل هذا المقطع موجزاً وبدون تفاصيل عند اعداد سيرة ذاتية، ويمكنك استخدام علامات التعداد ليبدو أكثر وضوحاً وتنظيماً.
تجنب ذكر الاهتمامات الفردية فقط (الرسم، جمع الطوابع، المطالعة، مشاهدة التلفاز…)، وإلا صنفت بقصور في القدرة على التعامل مع الآخرين، وهي مهارة ضرورية للعمل.
لا تقيِّد اهتماماتك ضمن نطاق واحد، فمثلاً لا يجب أن تجعلها كلها رياضات، وإلا صنفت من قبل أرباب العمل على أنك لا تفهم شيئاً سوى الرياضة.
ركز على الاهتمامات التي تعبر عن مهارات مطلوبة للعمل اثناء اعداد سيرة ذاتية، فمثلاً تسلق الجبال قد يشير إلى الصبر والعزيمة، وقوة التحمل، والقراءة تشير إلى قابلية التطور، وهكذا بالنسبة لجميع الاهتمامات. مهارات القيادة، والعمل ضمن الفريق، والتنسيق والتنظيم، ومهارة الإقناع والتفاوض غالباً هي المفضلة لدى معظم الوظائف.
6. أشخاص يمكن الرجوع إليهم:
هذه النقطة غالباً ما يرجع إليها أرباب العمل عندما يتم حصر المرشحين المثاليين للوظيفة، وربما بعد مرحلة المقابلة الوظيفية. لذا، يمكنك أن تذكر لهم مكان هذا المقطع: ((موجودون عند الطلب)).
عادة ما يكون شخصين كفاية للرجوع إليهم، بحيث يكون أحدهما أكاديمياً (كأستاذ جامعي، أو المشرف على مشروع التخرج)، والآخر من وظيفة سابقة (يفضل أن تكون آخر وظيفة عملت بها).
نصائح إضافية عند كتابة السيرة الذاتية:
1. ترتيب بياناتك عند كتابة سيرة ذاتية غير محكوم بقاعدة، ويعتمد على أهميتها بالنسبة للوظيفة المتقدم إليها، فإذا كانت معتمدة على الخبرة يفضل وضع الخبرة أولاً، وإذا كانت معتمدة على التعليم (خصوصاً لدى حديثي التخرج) فيفضل وضع المؤهل التعليمي أولاً، وهكذا. في كل الأحوال فإن البيانات الشخصية يجب أن تأتي في مقدمة السيرة والأشخاص الذين يمكن الرجوع إليهم في آخرها.
2. عادةً ما يقوم أرباب العمل بمراجعة السير الذاتية خارج ساعات العمل، وهي عملية مملة جداً، فهنالك مئات المتقدمين، والمرشحون سيكونون ربما 5 أو 6 فقط! عند الكتابة بخطوط صغيرة أو غير مفهومة أو متداخلة، أو إذا لم تستخدم التعداد النقطي أو الفواصل فتأكد أن رب العمل سينتقل إلى الملف التالي مباشرة دون الاطلاع على ما كتبت!
3. بالنسبة لعدد الصفحات الأنسب عند كتابة سيرة ذاتية ما من قاعدة تحكمه، ولكن مثلاً سيرة ذاتية لحديث التخرج غالباً لا يجب أن تتجاوز صفحتين قياس A4. في دراسة متعلقة بطول السيرة الذاتية أجريت على أرباب العمل في الولايات المتحدة وجد أن:
- 35% – يفضلون كتابة سيرة ذاتية من صفحة واحدة.
- 19% – يفضلون كتابة سيرة ذاتية من صفحتين.
- 46% – ذكروا أن الأمر يتعلق بالوظيفة نفسها.
عموماً، حتى وإن كنت من أصحاب الخبرات، والمؤهلات الأكاديمية العالية يفضل الاكتفاء بـ 4-5 صفحات كأقصى حد.
4. لا تطبع السيرة الذاتية على جهتي الورقة أبداً؛ فغالباً لن ينظر أحد إلى الجانب الخلفي!
5. الصدق والواقعية والإيجابية هي من أهم ما يجب أن تهتم به عند اعداد اى سيرة ذاتية.. لا تتوقع أن الكذب سيقودك إلى الوظيفة، ولا الأمنيات، كأن تقول أنك لو حصلت على الوقت الكافي لفعلت كذا وكذا. عند كتابة سيرة ذاتية تجنب الإشارات السلبية، وركز على نقاط القوة لديك وحسب.
تعليق واحد
بتشكر علي ما قدمته لتا للطريقة الاحترافية لكتابة السيرة الذاتية
ربنا يحفظك